ترجل الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر، عن صهوة جواده، مغادرا دنيانا، بعد حياة حافلة بالنضال الوطني، استلهم خلالها تاريخ وبطولات آل الأحمر وطلائع الأحرار في الدفاع عن الجمهورية ومقارعة الكهنوت الإمامي.
عاش الشيخ صادق الأحمر، نحو 66 عاما، 60 منها في كنف الثورة السبتمبرية التي تشرب أهدافها، ومبادئ الجمهورية، ليهب حياته لترسيخ قيم العدل والمساواة والشورى التي ضحى من أجلها الأحرار طيلة عقود من تاريخ اليمن.
درس الطيران المدني في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه آثر إلا أن يحلق في فضاءات العمل الوطني والمجتمعي، رائدا وحاميا لقيم وشيم ومكارم القبيلة اليمنية والمجتمع اليمني الأصيل، فتحلى بشجاعة وإقدام الأبطال، وبساطة العظماء، وتواضع الأنقياء، فكان قريبا من الناس، مساندا لقضاياهم، ومناصرا لتطلعاتهم في العيش الكريم ودولة وطنية حامية وضامنة لحقوق وحريات جميع مواطنيها.
وإلى جانب أدواره القبلية، شارك كنائب للشعب في مجلس النواب لدورتين متتاليتين، ثم عضوا في مجلس الشورى، بجانب أدواره السياسية كأحد قيادات ومؤسسي التجمع اليمني للإصلاح.
وكان للشيخ صادق الأحمر، رحمه الله، حضور مميز في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بعد الثورة الشعبية، أظهر من خلاله موقفا قبليا وطنيا ناضجا حريصا على التوافق والخروج بصيغة مثلى لشكل الدولة الحديثة العادلة التي ينشدها اليمنيون وضحوا من أجل ترسيخ وإرساء قيمها ومبادئها.
المحطات النضالية في حياة الشيخ صادق الأحمر، عديدة وفريدة، من الصعب أن يحويها مقال، لكن من أبرز المواقف التي سيدونها التاريخ بأحرف من نور، وقوفه وقبيلة حاشد وآل الأحمر، كما هو معهود عنهم، في وجه مخلفات الإمامة، وحاولوا بكل الإمكانيات المتاحة التصدي لجحافل مليشيا الحوثي أثناء هجماتها بدعم إيران على المحافظات اليمنية واجتياحها صنعاء.
وتعرضت أسرة آل الأحمر، إلى الأذى من مخلفات الإمامة التي فجرت منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في عمران، واقتحمت منزله في صنعاء، في تجاوز من هذا المليشيا الإيرانية لكل أعراف وشيم القبيلة والمجتمع اليمني، فانبرى بعدها الشيخ صادق الأحمر، في جمع قبلي بمنزل الشيخ الأحمر في صنعاء، متحدثا باسم قبائل اليمن كلها وهو رئيس لاتحاد قبائل اليمن، يكشف زيف شعارات الحوثي الذي يدعي معاداة الأجنبي وضرره على اليمني، وكشف كيف أن هذه المليشيا الإمامية المجرمة متجردة من كل القيم، منسلخة من الأخلاق، ومستهدفة لكل الأعراف والشيم القبلية والمجتمعية اليمنية الأصيلة.
وسيدون التاريخ في صفحاته المشرقة، أن موقف الشيخ صادق الأحمر، هو الصمود الجمهوري في وجه مخلفات الإمامة، لم ينكسر أو يبيع أو يتراجع، بل ثبت في صنعاء ثبات جبالها الرواسي، مدافعا عن أهدف الثورة السبتمبرية ومبادئ جمهورية الشعب، ومحافظا على تاريخ نضالات اليمنيين الأحرار، بكل شموخ وعزم وإباء، حتى أنهكه المرض مؤخرا، واضطراره للسفر إلى الأردن للعلاج، حتى وافته المنية، صادقا كاسمه، وفيا لشعبه ووطنه، ماضيا على درب الأحرار.
كل الدعوات للشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر، بالرحمة والمغفرة، والأمنيات لخلفه الشيخ حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر، في قيادة قبيلة حاشد واتحاد قبائل اليمن، بالتوفيق في السير على درب النضال الوطني لأجل عزة الوطن وكرامة الإنسان.