برحيل العلامة سعيد بن سعيد حزام تودع سماء تعز شمسا أخرى من شموس العلم وعلما كبيرا من أعلام الدعوة قضى من عمره ما يزيد عن ستة عقود في التدريس والدعوة والإرشاد.
ولد الفقيد عام 1935 في قرية وادي البير في مديرية جبل حبشي. وتلقى مبادئ العلوم الأولية على خاله سيف حيدر وعلى عدد من علماء قريته. ثم سافر إلى مدينة عدن وكانت آنذاك منارة علم وإشعاع معرفة. فدرس على عدد من علمائها الأجلاء. منهم الفقيه المجتهد محمد بن سالم البيحاني والعلام الشهير أحمد بن محمد العبادي. ثم عاد إلى مدينة تعز فدرس فيها على عدد من الفقهاء منهم العلامة محمد بن حزام المقرمي والفقيه عبدالواسع الذبحاني. كما درس في زبيد وجبلة وغيرهما من حواضر العلم. ومن شيوخه أيضا: عبدالرحيم العنسي ومحمد بن عبد المجيد المصنف وأحمد بن حسين الشامي. وقد أجازه عدد من شيوخه في التدريس والإفتاء. ثم سافر إلى المدينة المنورة حيث التحق فيها بالجامعة الإسلامية وتخرج فيها عام 1970. كما حصل بعدها على دبلوم عال في أصول الفقه وعلوم القرآن من جامعة محمد بن سعود في الرياض. ليعود بعدها إلى مدينة تعز مدرسا لمادة التربية الإسلامية في عدد من المدارس والمعاهد ثم موجها لذات المادة.
كما عرفته حلق العلم في عدد من مساجد المدينة مدرسا لعدد من العلوم والفنون. منها علوم القرآن والفقه والحديث وعدد من علوم العربية. فتخرج على يديه كوكبة من العلماء والدعاة. واستمر على ذلك عقودا متوالية حتى داهمه الشيب والمرض.
عرف الفقيد رحمه الله بتواضعه الجم وبساطته الشديدة. وبتفانيه علما ودعوة. وبحرصه الشديد على صحة الفتوى. وإنزالها على الواقع بما يحقق مقاصد الدين وغايات الشريعة.
رحمه الله الفقيد. فقد ودعت فيه اليمن عامة وتعز بوجه خاص عالما عاملا وفقيها زاهدا وداعية قضى عمره في إنارة الطريق لقوافل السائرين إلى الله.
