أكد سياسيون وأكاديميون، أن عملية التشييع المهيبة وغير المسبوقة لجنازة الشهيد الشيخ عبدالله الباني، بمحافظة شبوة، حملت دلالات ورسائل مهمة، منها موجهة للجهات التي تقف خلف جريمة اغتياله وتصفيته بتلك الطريقة البشعة، ومنها موجهة للجهات الرسمية المختلفة.
وقال نائب رئيس الدائرة السياسية لإصلاح شبوة يسلم البابكري، إن خروج تلك الحشود الهادرة، ومشاركتها في عملية التشييع المهيبة، ارسل رسائل مهمة وعبر عن السخط الشعبي والاستنكار الواسع لهذه الجريمة البشعة التي استفزت ابناء المحافظة واليمن بشكل عام .
وأكد البابكري أن عملية التشييع شكلت مطالبة صريحة وواضحة عبرت عنها الهتافات والكلمات من جموع المشيعين بضرورة سرعة البت في القضية ومحاكمة مرتكبي الجريمة عبر محكمة مستعجلة.
.jpg)
وشدد على أن الحشد هو أيضا رسالة رفض وإدانة لأفكار الاقصاء والتطرف التي يراد أن يحقن بها المجتمع الشبواني لتمزيقه وإضعافه، كما هو وفاء لرجل سخر حياته لخدمة مجتمعة وكانت مشاعر محبة صادقة وتلقائية وتقدير للشهيد الباني رحمه الله.
لافتا إلى أن حجم التفاعل الكبير مع الجريمة منذ ساعتها الاولى والذي كان على كل المستويات الرسمية والشعبية والاعلامية لم يفتر منذ لحظة ارتكاب الجريمة ويعود الى ان الجريمة ببشاعتها شكلت سابقة استفزت القيم التي نشأ عليها أبناء اليمن.
من جهته قال محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، إن عملية التشييع المهيبة أصدق تعبير على أن شبوة فقدت علما ورمزا من خيرة أبنائها ورسالة استنكار لتلك الجريمة الدموية البشعة.
وقال بن عديو في تغريدة له على تويتر" إن مشاهد التشييع جسدت مطلبا بارزا من مطالب الجموع والمحافظة واليمن بشكل عام والمتمثل في أن تأخذ العدالة مجراها والاقتصاص من القتلة لتبقى حرمة الدماء محمية ومصانة.
.jpg)
بدوره أكد الدكتور في جامعة إقليم سبأ، ناصر عزام، أن الحشود التي حضرت تشييع الشيخ " الباني لا مثيل لها وحملت دلالات ورسائل كثيرة، كما أنها تعبر عن مكانة كبيرة في قلوب أبناء المحافظة، وهي بمثابة استفتاء ودليل على ان أبناء شبوة مستنكرون للطريقة الهمجية التي قُتل بها الشهيد رحمه الله، وتأكيدا على أن محافظة شبوة ليست كمحافظة عدن وأن ابنائها يداً واحدة ولن يقبلوا بتكرار السيناريو الذي حصل في عدن في الاعوام الماضية.
وأضاف الدكتور ناصر في تصريح لـ " الصحوة نت " أن الحشود الكبيرة رسالةٌ واضحه لمن يفكر بالنيل من شبوة عامة وبيحان خاصة، سواء باللعب على وتر التشدد الديني والسياسي أو إذكاء الخلافات، أن يعدِل عن تفكيره، مشيرا الى الامر ليس في صالحه ولن يحقق من ورائه الا الويل كون الناس كلها ترفض هذه المشاريع.
وأوضح ان أهم دلالة ورسالة حملتها عملية التشيع هي المطالبة بالتسريع في القبض على بقية الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع مؤكدا إن اي تقصير يحصل في ذلك فكل من حضر شهود على من تعهد بالقبض علي بقية الجناة ومحاكمتهم سواء على مستوى الرئاسة او قيادة المحافظة وان تقصيرهم وسيكون وصمة عار ونقطة سوداء في تاريخهم .
.jpg)
وعصر اليوم الجمعة، شيع الآلاف من أبناء محافظة شبوة، جثمان الشهيد الشيخ عبدالله الباني، أحد أبرز الرموز الدعوية في المحافظة ومدير مكتب الصحة بمديرية بيحان، الذي اغتيل غدرا على يد جنود في تشكيلات دفاع شبوة صبيحة عيد الفطر الماضي.
وردد المشيعون هتافات تطالب بسرعة ضبط الجناة وسرعة محاكمتهم لينالوا عقابهم جراء جريمتهم الوحشية التي ارتكبوها، معبرين عن الخسارة الكبيرة لرحيل الشهيد الباني، مشيدين بسيرته العظيمة في مجالات الدعوة والإرشاد والصحة وإصلاح ذات البين وجهاده ضد مليشيات الحوثي ابان سيطرتها على بيحان.
وأكد المشيعون أن جريمة الاغتيال الآثمة التي أدت بحياة الشهيد لم تزده إلا سمواً، بينما الحقت بالقتلة الخزي والعار، حين اغتالوا أحد أبرز القادة المناهضين لمليشيا الحوثي الإرهابية والمشروع الإيراني التدميري مطالبين رئيس مجلس الرئاسة سرعة القى القبض على ما تبقى من القتلة وتنفيذ حكم الإعدام فيهم جميعا.