كلمة الإصلاح في ذكراه الـ٣٣.. مقاربة فكرية وتحليلية

كلمة الإصلاح في ذكراه الـ٣٣.. مقاربة فكرية وتحليلية

إن وحدة الشمول والتكامل الذي نلحظه للوهلة الأولى أثناء قراءة خطاب الإصلاح الموجه في كلمة الذكرى ال٣٣، إذ هذه سمته الرئيسية، أي الشمول والتكامل، وبالتالي فهو- أي الخطاب، يتضمن حتما خطابين: الأول تاريخي، والثاني منطقي؛ فمن التاريخي يتكون المعقول، وبالمعقول ينتظم الواقع "حسب فكرة وتعبير عبدالله العروي".

ومن هذه السمة الرئيسية سننطلق في مقاربتنا الفكرية والتحليلية لوحدة الخطاب في ذكراه المزمنة اعلاه.

أولا/هوية الإصلاح وهوية الشخصية اليمنية:

نلحظ تأثير المحيط، والشخصيات، والأحداث وراء  تكوين الإصلاح بما هو يمني  تام المنبت، أي لا تأثير خارجي على هويته ،وهذا ما تؤكده أدبيات الإصلاح نفسه، وتنضح به الكلمة تجديدا وتذكيرا. 

فالواقع الوطني اليمني هو المحدد الأساسي للإصلاح، هذا الواقع الوطني المتشكل من الطبيعة الجغرافية، أي الأرضية الترابية أو وحدتها المشتملة على العرب كجنس،وقوى منتجة، إذ أصبحت شخصية ادبية ملاصقة لأرضها، واعية بذاتها، مدمجة ماضيها في حاضرها، والتي تسقط اخيرا ذاتها على المستقبل، ذلك المستقبل الذي يضفي معنى على إرادة جماعية للكينونة والاستمرار-حسب تعبير هشام جعيط.

وبهذا فقد نصبت نفسها كقوة كفاح، او وسيط في المجال السياسي، بيد أنها "أي هوية الإصلاح" كانت قوة نضالية غير متجهة إلى تحقيق ذاتها، ولكي تصير شخصية وطنية(=قومية)،ليس بمعنى أيدلوجي للقومية، بل الوطنية والقومية كتجسيد لحالة الأمة اليمنية، وهذا هو مايجب أن ينصرف إليه النظر اثناء قراءة واقع الشخصية الإصلاحية[الإصلاحية هنا ليس بمعنىحزب الإصلاح"، بل بمعنى الإصلاح كوظيفة أي اجترارا لمعنى مدارس الإصلاح اليمني والعربي وحتى الغربي والأجنبي ككل]الوطنية، إذ هي متصلة بالعزة التاريخية والبشرية،مثلما تحتاج إلى بعد النبل-حسب عبارة جعيط، ضمن آفاق تلك الشخصية الوطنية اليمنية ككل؛حيث تضيف روح جديدة ومعنى جديد في تصورات العالم للفكر السياسي العربي والوطني على حد سواء.

وهذا هو ما يستدعي تجاوز التناقضات القاتلة،على اساس من التصور والإسهام لقوة في بناء المصير المشترك، هذا التصور هو ما يؤكد الصلة العضوية بين المكونات الحزبية والقوى السياسية من جهة، واخرى بينها والشعب، وحتى التحالف العربي موسوما بدولتيه، السعودية والإمارات؛ فتحقيق وحدة النضال مبنية على ذلك كله، أي الإندماج الكامل بين الخاص والعام، الخاص شخصية وهوية الإصلاحي اليمني، والعام شخصية الإنسان اليمني الكامل، حيث أن وحدة النضال أو واحديته، سيان، لن تتحقق للشعب اليمني وفيه، الا عبر ممارسة نضال الوحدة العضوية بين شمال وجنوب اليمن سياسيا واجتماعيا.، وبين اليمن والخليج على اساس التكامل الموضوعي والإستراتيجي.

وتكامل تلك الشخصية او عامل وجودها وعلتها يكمن في الدولة، إذ الدولة هي ما تضفي على الشخصية اليمنية، والهوية الحزبية الإعتبار كشخصية الإنسان العيني الكامل.

 

ثانيا: الدولة واللادولة أو الدولة والميليشيا:

 

إن قيم المجتمع والشعب المترسخة فيه، والمتجددة في آن معا، كقيم العدالة والكرامة والحرية والمواطنة المتساوية، وثوابت اليمن الوطنية والعليا، ناهيك عن الديمقراطية والتحديث أو الحداثة، ووحدة المصالح الكلية تلك لا تتحق فعليا ولا تكون الا في ظل الدولة، لا اللادولة.

فبقدر ما تلك القيم والثوابت والمصالح وآليات الحكم الديمقراطية ،كما تختزلها الجمهورية اليمنية،وما نصت عليه من تعددية حزبية وسياسية واعلامية،بقدر ما هي مخبرة عن الشخصية اليمنية السوية والكاملة،بقدر ما تفصح عن امكانية تحقيقها الا عبر الدولة"=الجمهورية اليمنية"؛حيث هي انعكاس لكل تلك القيم والثوابت وامتدادا وتواصلا لها،كما هي تعبيرا عن المجتمع السياسي والمدني والأهلي ككل.

فالقيمة الأساسية هي الحياة الإنسانية بكاملها واحترامها من ثم،وكل ما يتعارض معها يفقد مصداقيته مهما كانت وجاهته/ها،كما أن تلكم الشخصية اليمنية وهوية الإصلاحي منبثة فيها لا تتجدد بالمعنى الإيجابي للكلمة الا من خلال تكامل وتداخل الدوائر أو المستويات كافة،المستوى الوطني اليمني،والمستوى الإقليمي بفرعيه الأصغر"الخليجي"أو شبه الجزيرة العربية،والعربي الإسلامي كدائرة ومستوى أوسع يضم ما سبقه وطنيا واقليميا،والمستوى الأخير الدولي والإنساني ككل.بوصف تلك الدوائر والمستويات ومستوى تداخلها وتكاملها هي من تحدد آفاق ومستقبل وانفتاح تلك الشخصية الوطنية،إذ لا سبيل إلى التقوقع والإنحشار في الجغرافيا وتاريخانيته.

فكل ما يقع من ظواهر واحداث سلبية أو ايجابية على المستويات كافة تؤثر بها وتتأثر معا..أي هناك علاقة جدلية مضطردة،سلبية وايجابية والشيئ بالشيى يذكر.

والتي تتجسد فيما نشير له بالترابط الثقافي،حيث السياسة والإجتماع والإقتصاد ومفاهيم الأمن القومي والإنساني وغيرها مترابطة وعلى كافة المستويات المختلفة،كما أنها ثقافية كأنهر تصب في مجرى بحر الثقافة العامة برمتها،وأي خلل في الروابط الثقافية والتي هي محدد ومكون للشخصية اليمنية الوطنية الحضارية ينعكس بصورة ايجابية او سلبية على تلك الشخصية برمتها.

فالعنصرية الملتهبة يمنيا وجماعات العنف والتمرد وتنظيمات الميليشيا العابرة للحدود،وبؤر الجرائم المنظمة جميعها،تؤثر في المستويات الوطنية والأقليمية والدولية ككل،وصولا حتى لمستويات الحضارة والتمدن داخل تلك الدول التي تمثل قوام الأمم المتحدة وإن بدرجات متفاوتة.

فكل خطر كامن قد يتحول إلى خطر وتهديد مباشر وعلني،فضلا عن ما هو قائم فعليا يمنيا وعربيا ككل.

وإفراد اليدومي للتحالف في كلمته الإختزالية المعبرة"ليس فوق الدم من نسب"، أي أن الموضوعي والإستراتيجي، والصواب فكريا، تاريخيا، سياسيا، هو أن تكون اليمن ودول الخليج ككل، وحتى السعودية والإمارات، في وفاق دائم، وتجسيد واحدية المعركة اليمنية العربية الإنسانية ونقلها، إلى كل ما هو حضاري واستراتيجي، إذ هذا هو الطبيعي والصحيح، وكل ما عداه فخاطئ بالضرورة، فاليمن عضد وسند لمن وقف معها في محنتها، وحتى اخلاقيا يحتم الموقف ذلك، لذا نرى أن الشكر والتقدير يعكس حقيقة الحزب وطريقة تفكير قياداته وحتى قواعده،إذ الطبيعي لا يبنى عليه الا ما هو طبيعي، وكل ما هو غير طبيعي؛ فالزمن كفيل باسقاطه وصرعه.

 

ثالثا/الدولة والمجتمع السياسي/أو الدولة والنخبة

 

إن مقولة (القوة في التعاون)القديمة قدم الإنسان نفسه،تستدعي الإرادة،فالدولة تساوي إرادة الجماعة/ات،الجماعات تلك أو القوى الحزبية والسياسية والمدنية عندما تفكر في مقتضيات الإرادة الجماعية يبدأ التفكير بالدولة،فكما يحدثنا التاريخ في فترات معينة،أي عندما تتضعضع الإرادة الجماعية تلك،لسبب أو لآخر،كما هو حاصل اليوم/الحوثية أو الإمامية الجديدة،يحدث تناقض بين قانون القلب وقانون الدولة،أي بين الوعي الذاتي والقاعدة القانونية الخارجية-حسب تعبير عبدالله العروي،قارئا هيقل-،أو بين القيمة المركزة في الوجدان،وبين العنف"اللاقيمة"المجسد في الدولة؛فالتاريخ شيئ،والفلسفة التي تبحث الحقيقة الفعلية شيئ ثان،إذ مهمة الفلسفة في الحقيقة الفعلية هي الدولة،والتاريخ وعي ذاتي بها،فالفلسفة تهدف إلى كشف معنى الدولة في ذاتها،لا عن الدولة الفضلى،أي ليس عن محاسن هذا الشكل"الإتحادية كما جاء في خطاب اليدومي"،إذ بدون تحرير الدولة القائمة ابتداء،ينعدم حتى الحديث عن الإتحادية،او يصبح حديثا مجردا وفارغا.

ولهذا نراه يتحدث عن التعاون وتوسيع الشراكة والتوافق ليصل إلى قوى الإنتقالي والمكتب المقاومة الوطنية أو طارق،من زاوية الواقعية الحقة،والتي تتطابق الظاهرة فيها والفكرة،وتدرك الدولة كدولة،فكل حقيقة تسمو على الدولة كدولة مثل الدين أو الفلسفة خاطئ بالضرورة حسب هيقل.

إذ حرص هيقل على دمج مفهوم الدين والفلسفة مصورا ممثلا،حيث مفهوم الفلسفة هو مضمون الدولة ملخصا مجردا..وأخيرا مضمون التاريخ مجسدا في الدولة،وهذه طريقة تفكير اليدومي في كلمته المعنونة اعلاه،أو بالأحرى أن مضمون فكر الإصلاح ينبهنا إلى فكر أعمق وأدل وأشمل.ومن هنا دعوته للقوى الحزبية والسياسية وحديثه عن الدولة الإتحادية والذي يستشف منه ضرورة التفكير بالدولة ومصيرها،ومن ثم ضرورة اصلاحها،لتبقى في المضمون التاريخي والفلسفي وانعكاس لواقع حزبي سياسي تعددي .

فالدولة التي تجهل الذات ناقصة وكذلك الدولة التي تتجمد عند تناقضها مع الذات تلك،حسب عبارة وفكرة العروي قارئا هيقل.

أما الدولة الكاملة المعقولة فهي الدولة التي تعترف بحرية الذات وتعمل على غمس هذه الذات في المبدأ العام.ومن خلال دعوة اليدومي/الإصلاح، للتضحية والمزيد من التماسك والتلاحم وتحيته باكبار لكل الشهداء والمخفيين والمعتقلين والجنود والضباط، وكل افراد المجتمع المضحين في سبيل الدولة والمجتمع والشعب بكل قوة وتفان،تشير إلى تلك المفاهيم والتصورات اعلاه، اضافة إلى أن فهمه للدولة ومفهومها ومضمونها ليس قائما من زاوية أنها شركة مساهمة عمومية أو شركة خاصة من يدافع ويذود عنها فهي تعود له وإليه،أو كل وحسب مصلحته منها،اطلاقا!.

فانفصال دائرة المصالح الخاصة عن الغاية العامة للدولة يجعلها تنهار،لأنها لم تعد مطابقة للمفهوم،وهذا ما يلح عليه الإصلاح مسترسلا عن التضحيات،داعيا إلى مزيدها.إذ أن الترابط العضوي بين مفهوم الدولة والمصالح والإنهيار يصل إلى مبدأ علم السياسة، حيث [الحرية متيسرة فقط عندما يتمتع الشعب بوحدة قانونية داخل الدولة]كما قال العروي،أي أن المجتمع السياسي أو النخبة الحزبية والمدنية وجه لهذه الدولة؛فالدولة لا تستحق(مجموعة انسانية أن تسمى دولة الا إذا كانت متحدة لأجل الدفاع الجماعي عن كل ممتلكاتها)هكذا العبارة في دستور المانيا إبان تنظيرات هيقل.وهذا هو تعريف قانوني تاريخي،إذ القانون والتاريخ هو مخبر علم السياسة،فالتفكير اليدومي/الإصلاحي بالدولة يقوي الدولة ذاتها،والإتحادية فكرة على ضرورة اصلاحها،وعدم التفكير بالدولة أو اصلاح الوضع من جميع جوانبه يعني الموت التاريخي ليس اكثر ولا اقل.ومبدأ الديمقراطية يعني أن ما من شخص ولا قوة حزبية وسياسية في المجتمع يمتلك أو تمتلك،كل أو مطلق الحقيقة..إذ هي حقيقة سياسية،بمعنى نسبيتها.

فالجيش والأمن وحديثة عنهما كضرورة دمج وربط وزاري،وضبط وتسليح،وحديثه عنه يأتي في هذا السياق،أي سياق وظيفة الدولة والتفكير بها،والجيش هنا يشبه الجسم كما هو منذ القدم،والجنود هم الجوارح،والقائد هو العقل المفكر،ولا بد من اتفاق تام بين العقل والجوارح،وقوة أي جيش تكمن في انضباطه،بقدر التلاحم الذي يشكل قوة كل جيش،كما يشير التلاحم إلى الرئيس/مجلس القيادة الرئاسي،والجيش والأمن؛فندرك أن الانضباط لا يكون بصفة ما تلاحما ماديا صرفا،بل لأنه سببا في انتشار العقلانية بين الجنود،إذ الجيش الحديث هو في الاساس مدرسة لنشر العقلانية حسب عبارة ماكس فيبر.

وكما أن مفهوم المجتمع السياسي[يستلزم مفهومين محوريين:الشرعية، والإجماع؛فلابد من أن نبحث في الذهنيات والسلوك،بل في الأجهزة التوجهيهية والتأديبية]حسب عبارة العروي مستشهدا بغرامشي..فكل دولة لا تملك ايدلوجية تضمن درجة مناسبة من ولاء واجماع مواطنيها لا محالة مهزومة-العبارة والفكرة الأخيرة لغرامشي بتصرف،فنجد اليدومي هنا يتحدث ايضا على ايدلوجية الدولة،إذ أن النظرية وحدها توضح أن للدولة وجهين:وجه مادي قمعي،ووجه ادبي تأديبي-حسب غرامشي-،والوجه الثاني هو ما نعنيه بأيدلوجية الدولة وهو مايشير إليه الإصلاح في حديثه عن الجيش والأمن واعادة توحيدهما وهيكلتهما  ودمجهما،ضمن وزارتي الدفاع والداخلية،اما تخيل نظام افضل خارج الدولة القائمة وضدا عليها،تكون إذن ايدلوجية تحرر طوباوية صرفة.

 

رابعا/ الحرب بين مفهومين:

-----------------------------------

يتحدث الإصلاح/اليدومي عن حربين: حرب متمدنة وحرب غير متمدنة،حرب متمدنة،أي في خدمة هدف سياسي خاضع لقانون التكلفة والربح،وهي حرب الشرعية وقواها وحلفائهم.

وحرب غير متمدنة تلك التي تشنها الحوثية،أو الإماميون الجدد،إذ هدفها هو القضاء على الشخصية اليمنية الوطنية العربية الإسلامية الحضارية والإنسانية،بثوابتها وقيمها،بجسمها الطبيعي/السياسي/الفيزيائي/الدولة والمجتمع،الجمهورية الوحدة ،الثورتين ومضامينهما،وخلفيات نشأتها/تهم.أي من التحرر والإنقسام،ولذا ترتبط حرب الإمامية/الإيرانية الجديدة ،بما فعله نابليون وهتلر تاريخيا.

فالسياسة تضع حدود للحرب،لأن الحرب تجعل من السياسة نشاطا جديدا-كما يقول العروي قارئا كلاوزفتس عند تلميذه ريمون آرون-،ولذا هي حرب خارجية على اليمن حتى لو اصتبغت واكتست ملامح الداخلية ..فليس هناك ما يبررها داخليا البتة.

حتى السلطة الذين يغمسونها في الصراع وماهية للحرب،نجد أن "الانقلاب"تجاوزا هنا،يواجه جيشين جيش الشرعية وجيش مدني تحت سيطرة القوة الإمامية/الإيرانية،وهذا يثبت مدى عدم تقبل الحوثية وتعويم الحرب بكونها داخلية وعلى السلطة،إذ المتتبع لتاريخ الحركة الحوثية يجد أنها مرفوضة من أول طلقة وكاشفة الأحداث عن وجهها الإيراني الصرف،فمن مهد أول مواجهة في صعدة اي بعض مديرياتها،والمجتمع ينبذها ويقول بلا يمنيتها،وما زال المجتمع الأهلي الذي واجهها في المهد مطرودا عن بيته ورقعة ارضه واهله حتى اللحظة،فكيف تكون داخلية والمجتمع يتعارض معها جملة وتفصيلا؟..فهل لو كانت داخلية/على السلطة كما يزعمون،كيف لأول ابناء مديرية في مواجهتها لم يعودوا إلى بيوتهم وهم ليسوا حتى سلطة ولا ينتسبون في معظمهم لأي تنظيم حزبي/سياسي!؟

ولذا نجد اليدومي يتحدث عن الغفلة،الغفلة بمعنى التاريخية،والاستخبارية،والسياسية،والمدنية،والدولتية،الغفلة بالضد من التيقظ والفطنة،الغفلة كحلقة أولى ومبيئة لخنجر الغدر والخيانة،الغفلة المستغلة للتسامح،وإرادة العيش المشترك..ككل.

 

خامسا/الإرهاب..أو الواقع والإرهاب

---------------------

واليدومي إذ يتحدث عنه كآفة ومبينا مخاطره وتهديداته القائمة والمحتمله،وآثاره على الدولة والمجتمع؛فإنني اروم الإنصراف إلى ماهيته،أو من أين اتى وكيف؟

فالإرهاب هنا هو القار في العقل المجرد،والتطبيق على الواقع،فالمجرد يبدي عجزا حال تطبيقه،لأن المجرد لايعطي مقياسا للتعامل مع الواقع؛وهذا هو منشأ الإرهاب،إذ الإرهاب في العمق،هو [ارتطام الفعل المجرد بالواقع الملموس]حسب تشديد عبد العروي.

ولذا نراه قارا في تنظيمات العنف وجماعاته المبثوثة،وإجالة النظر في تصرفات الحوثية كجماعة عنف وارهاب متآزرة مع التنظيمات الأخرى ،ومن خلال المفهوم اعلاه،نجدها مع اصحاب العمل والتجار،او الطبقة البرجوازية الصغيرة والإستثمار والموظفين،والصحفيين والنشطاء ..الخ،لم تتفق مع احد منهم،وتمارس ارهابا وعنفا بشتى الوسائل،وهذا ما يثبت صفتها الإرهابية اولا،وثانيا،صفتها الدخيلة والقسر في الحاق حربها بأنها على السلطة،وأنها داخلية وليست تنظيما خارجيا مسلحا صرفا..دعما لوجستيا واستخباراتيا،وتنظيما وتمويلا،تدريبا وتأهيلا،تعبئة وشعارا،جهة ووجهة واتجاها..وهذا ما حدا باليدومي المطالبة باستراتيجية شاملة وكاملة لتجفيف جذورة.

 

سادسا واخيرا/مسألة الخدمات والسلطة/الحكومة

-------------------------------

 

يطالب اليدومي ويحث ويشدد على ضرورة ربط الخدمات بمشروع التحرر،أو مايسميه المعركة الوطنية ككل،حيث أن السلطة قوة بحد ذاتها،ولا تحتاج سوى الرشد والعقلانية، وليس تحالفات خارجها،وبالتالي ومن هذا المفهوم تستطيع السلطة/الحكومة/أن تسهم كجهاز خدمة،لا جهاز حكم،في رفعة ومأسسة المعركة الوطنية تلك،إذ ستعزز التلاحم وتزيد من وتيرة التماسك المجتمعي،كما ستحرر المواطنين من الذل والحاجة، وبالتالي ستصب في معركة النضال الوطني،عبر رفع منسوب الولاء والتماسك المجتمعي بالدولة والشرعية،وتزيد من منسوب الإجماع،والولاء،والتفكير بالدولة،وربط مصير المجتمع بالدولة، وتقوية كليهما معا..وهذا هو ما سيزيد من قوة الشعب في المعركة الوطنية والمصيرية مع الإمامية الجديدة، وتمكين البرلمان هنا لكونه من اساسيات الدولة او منصرف إليها ضرورة ومصلحة وطنية ومرتبط اساسا ومتداخل بكل ما قيل اعلاه.

ختاما: نجد اليدومي واثقا من النصر،في معركة الوطن الكبرى،أو هو يفترض هكذا،ويستشفه ويستنتجه،وفقا لما قاربناه اعلاه، كمفاهيم، وتصورات، واسس ومبادئ  وخطط سياسية واستراتيجية تنتظم كلها، فتؤسس موطنا للانتصار الذي يليق بالشعب اليمني الكريم والحر، ولا ننسى بتأكيده على السلام الذي اصبح يستمد شرعيته في اليمن ومشروعيته،من اسسه الوطنية" الحوار الوطني"والإقليمية"المبادرة الخليجية وما نتج عنها"والدولية"القرار٢٢١٦"وهذه هي وحدها قادرة ومعاضدة لاستعادة الدولة ،واتخاذها كمدخل لاصلاحها، وبالتالي استمرارها وديمومتها، وفقا لتلك الأسس والمحددات وملامح الشخصية ومفاهيم الدولة والفعل والفاعلية السياسية التي اتينا على معظمها آنفا.

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى