من المهم، بل من الواجب المفروض أن يعرف اليمنيون؛ كيف كانت اليمن قبل ثورة السادس و العشرين من سبتمبر؟
كل من عرف الحكم الإمامي و عاشه، و تجرع غصصه، و عانى ويلاته قد رحلوا تقريبا، إلا نسبة قليلة طال بها العمر، لكن الغالبية العظمى من اليمنيين اليوم تقوم معرفتهم عن الحكم الإمامي الظلامي على ما سمعوه كلاما مفرقا، أو قرؤوه قراءة عابرة، و هو تقصير كبير لا يعفى منه النظام الجمهوري الذي لم يعط الأجيال الجمهورية حقها في تعرية و تفنيد، و كشف مدى مساوئ، و ظلامية، و تخلف الحكم الإمامي.
لكن.. لأن الحوثية هي المسخ لبيت حميد الدين، فبالتالي إمامة بيت بدر الدين الحوثي اليوم ، تعيد الصورة الكالحة لبيت حميد الدين بظلامية أشد، و ظلم أطغى و جشع أسوأ . زد على ذلك ارتهان أعمى للخرافات الإيرانية من جهة، و للارتماء عند قدمي المخططات الاستعمارية من جهة أخرى.
و المحصلة ان من لم يسمع أو يقرأ عن الإمامة ما يكفي، فها هو يعيش تسلط الحوثية في أماكن سيطرتها بنا يعيد صورة الإمامة ثانية:
و انتمُ طبعة للظلم ثانية تداركت كل ما قد أهملوا و نسوا
الحديث عما عاشته اليمن من بؤس ماحق، تحت حكم الإمامة، و عن خطر الإمامة و مساوئها لا يكفي. بل إن على الأحرار اليوم أن يتمثلوا حقيقة مصطلح الأحرار، و أن يرتهنوا، و أقولها ثانية؛ يرتهنون للهدف الأسمى الذي يتمثل بإسقاط المشروع الاستعماري الذي استهدف الشعب و الوطن، سواء غذته إيران، أو عواصم استعمارية أخرى، أو هما معا.
لقد كان شعار الحوثي المثرثر كذبا بشتم أمريكا و يهود، مجرد ساتر لإخفاء (الجسر) السري الذي يسقي، و يغذي،و يكسو المشروع الإمامي،و هو جسر ممدود من فوق الأرض، و تحت الأرض. و لم يشترك لخدمة هذا الجسر، فقط أحفاد أبو رغال، و لا أحفاد بطرس الناسك، و لا الوزير الفاطمي شاور، و لا الحسن بن الصباح الحشاش، و لا ولا ولا... و لكن من خلفه دوائر رضعت المكر، و تشربت الخسة، و عاشت على الحقد.
و من المهم الأهم في الحاضر المعيش للشعب اليمني أن لا يجد بين ظهرانيه مَن يكرر من هؤلاء أو أولئك دور أبي رغال، أو.. أو ..!! أو ممن يقيد مواقفه بأي شكل من أشكال الأماني، أو وسوسة الموسوسين،أو المغرضين.
تسجل صفحات التاريخ الجمهوري، أن تعز أو عدن أو حضرموت.. مثلا لم يرتهن منها للإمامة إبان مواجهة الفلول الملكية بعد ثورة 26 سبتمبر أي أحد منها، بل سجلوا صفحات مشرقة مع الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر.
لقد هب الشعب اليمني كله لمقاومة الفلول الملكية يومذاك، و انحاز المغرر بهم، أو المخدوعون فقط للمغريات الملكية الإمامية.
و اليوم لا بد أن يستيقظ الحس الوطني، و أن تستيقظ المبادئ و الهوية، لدى المخدوعين، أو المغرر بهم، أو الواهمين، و أن يدركوا أن الإمامة الحوثية ضلال مبين، و ردة حضارية، و علمية، و ثقافية و سياسية. و أن ما هو ظاهر من بؤس الإمامة الحوثية، فهوظاهر، و ما كان خافيا فقد تعرّى أمام الجميع، إلا عند من تراهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون.