طالب نشطاء ومدونو مواقع التواصل الاجتماعي، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية والمجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بإدانة الإرهاب المنظم وجرائم القتل المتسلسل التي طالت المئات من قيادات ورموز ودعاة محافظة عدن، وإنصاف الضحايا بتقديم المتورطين في تلك الأعمال الإرهابية أمام القضاء ومحاكمتهم بشكل شفاف وعلني.
جاء ذلك في تظاهرة إلكترونية واسعة، أطلقها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منصة "إكس"، إحياءً للذكرى السادسة لاغتيال ابن عدن وشهيدها الأستاذ شوقي كمادي، عميد كلية القرآن الكريم وإمام مسجد الثوار، ورجل الخير والبر والصلاح، وأحد قيادي الإصلاح والسلطة المحلية بعدن، والذي ارتقى شهيدا مغدورا في الـ13 من فبراير 2018م.
وغرد الآلاف من النشطاء والإعلاميين والحقوقيين تحت وسم #ذكرى_اغتيال_شوقي_كمادي و#اغتيالات_عدن، مؤكدين أن جرائم القتل والإرهاب التي طالت دعاة ورموز وقيادات المجتمع العدني، لن تسقط بالتقادم، وأن التاريخ لن يرحم الجناة والمتواطئين معهم، حتى وإن نجوا -إلى حين- من العقاب الرادع والمحاكمة العادلة.
وغرد المحامي والحقوقي عبدالرحمن برمان تحت الوسم، قائلا "الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الشيخ شوقي محمد مقبل كمادي 13 فبراير 2018 الثلاثاء، اغتيل أمام طلابه أثناء خروجه من ثانوية مارب عدن عندما أطلق النار عليه مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية وبالقرب من نقطة تفتيش تتبع الحزام الأمني".
وقال عبدالله الحميري إن "جريمة اغتيال الشيخ شوقي كمادي، لم تكن إلا حلقة في سلسلة تصفية وإبعاد رموز عدن وأعلامها، ومن يمثلون قيم الخير والحب والتسامح، حتى تخلو الساحة لمشاريع الظلام".
وكتب الصحفي غالب السميعي "قبل ست سنوات، امتدت يدُ الغدر والخيانة لتغتال الأستاذ الشهيد شوقي كمادي، ليرحل إلى ربه شاكيا إلى خالقه ظلمَ قاتليه. لم يكن شوقي قد ارتكب جرما يستحق به عقوبة إزهاق روحه، كان صوتُ الحقيقة في زمن التضليل، ويدُ العطاء في زمن التقتير، وروحُ المقاومة في زمن الخنوع".
وأشار حساب يحمل اسم صقر اليمن إلى الفاجعة المزلزلة التي هزت عدن بأسرها، مضيفا "جريمة تصفية بحق التربوي والدعوي الأستاذ العدني شوقي كمادي عميد كلية القرآن الكريم وإمام وخطيب مسجد الثوار وخطيب ساحة التغيير، رجل فاضل عرفه أهل عدن محباً للخير سمحاً في تعامله مناضلاً في ميادين البذل المجتمعي".
وأوضحت نورا مفلحي أن عدن "أحست باليُتم بعد اغتيال الشهيد شوقي كمادي أحد أعلامها ووجاهتها وقياداتها المؤثرة، الرجل التربوي والمصلح الاجتماعي، وأحد أبطال المقاومة التي تصدت لمليشيا الحوثي الإرهابية، ودافعت عن عدن حتى تحقق الانتصار".
وكتب الناشط معاذ الشرجبي، "ست سنوات من العذابات القاتلة لأولاد وأسرة الشهيد شوقي كمادي جراء إزهاق روح معيلهم، بينما ينعم المسؤولون وأسرهم بالحياة الهانئة والمستقرة، وهذا هو قمة الظلم، وتغييب العدالة".
وأضاف "مات الشهيد شوقي كمادي مظلوما، وستظل جريمة قتله لعنة تلاحق كل القتلة والممولين، والمسؤولين الصامتين، ولئن صمت المعنيون، فلن تصمت العدالة عن ملاحقة كل القتلة مهما طال الزمن".
وأكد رئيس تحرير المشهد الجنوبي، صالح اليافعي، أن الشيخ شوقي كمادي عميد الكلية العليا للقرآن الكريم، أحد ضحايا الإرهاب الممول من الخارج في جنوب اليمن.
وقالت إيمان التميمي إنه "في الذكرى السادسة لاغتيال الشهيد الشيخ شوقي كمادي، نستحضر قوائم ضحايا الإرهاب السياسي والفكري في عدن، ضحايا الاجتثاث للآخر المختلف، كحصاد للتعبئة بالكراهية والعنصرية والمناطقية البغيضة نرجو تفاعل الجميع مع هذه الحملة للأهمية".
وأشار حساب باسم "سالم" إلى حلول الذكرى في نفس اليوم الذي استشهد فيه كمادي "الثلاثاء 13 فبراير 2018" مع يوم إحياء ذكرى استشهاده السادسة "يوم الثلاثاء 13 فبراير 2024م".
وأكد الصحفي "سمير حسن"، أن "اللجوء إلى القضاء الدولي في جرائم اغتيالات القيادات السياسية والاجتماعية في عدن، أصبح ضرورة لابد منها بعدما أثبت القضاء المحلي عجزه عن التحقيق في هذه الجرائم، وتبين أن نفوذ القتلة وداعميهم أقوى من سلطة القضاء".
وقال "سالم ربيح"، إنه "بعدما ظهر تحقيق BBC توقعنا أن تسارع الحكومة اليمنية للتحقيق في ملابسات قضايا الاغتيالات التي طالت أبناء عدن، بعدما ظهر الجناة يتفاخرون بصنيعهم ويشكرون مموليهم، لكن حالة التجاهل استمرت وهي بحاجة لوقفة مجتمعية تنهي هذا العبث والاستخفاف".
وأوضح عبدالحميد السلطان أن "الرهان على دفن ملف الاغتيالات عبر (التسييس) وتبادل الاتهامات لن يستطيع طمس الحقيقة ولا نسيان دماء الضحايا"، مؤكدا أن "القضية أكبر من أن تنسى وآلام الأمهات الثكالى والزوجات الارامل والأبناء الأيتام كفيل بإبقاء وهج البحث عن الحقيقة مستمر مهما كانت الظروف والضغوط".
واستحضر المدونون في تغريداتهم وكتباتهم، أسماء وصور المئات من القيادات المجتمعية والسياسية والدعاة، ممن طالتهم أيادي الإرهاب والغدر والخيانة، فارتقوا شهداء إلى ربهم على تراب عدن الطاهر، بعد أن كان لمعظمهم شرف الوقوف في وجه مليشيات الحوثي الإرهابي وثبتوا الناس وتقدموا الصفوف في معركة تحرير المدينة وإعادتها عاصمة مؤقتة للدولة اليمنية.
وتداول النشطاء صورا وفيديوهات لضحايا الإرهاب في عدن، مستحضرين قصصهم، وأدوارهم الاجتماعية والإنسانية والدينية، والدوافع المريضة والمناطقية والمشاريع الصغيرة التي كانت أداة للتحريض على قتلهم وتصفيتهم، ومحاولات إحلال نماذج جديدة مكانهم في المجتمع العدني، وهو ما يقابل بالرفض المستمر من أبناء المدينة العاشقة للسلام والمدنية، رغم ما ترتكب على ترابها وبحق أهلها من جرائم متعمدة وانتهاكات، وصولا إلى الإهمال وخنق سكانها بتردي الخدمات وتغذية الفساد والفوضى التي تحمي القتلة من المساءلة.
وأكد النشطاء والمدونون أن جرائم الاغتيالات ومحاولات طمس الحقيقة، والتغطية على المتورطين في عمليات التصفية، وعرقلة الإجراءات القانونية، وتحويرها عن مسارها الطبيعي، والتكتم على ما كشف من معلومات، لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن أبناء عدن واليمن كافة، لن يكلوا أو يملوا في المطالبة بالإنصاف والعدالة، حتى ينال القتلة جزاءهم الرادع، وتتحرر البلاد من المليشيات المارقة وداعميها أصحاب المشاريع التوسعية في اليمن والمنطقة العربية.