ليلة السابع والعشرين من رمضان من العام 2015 كانت مدينة عدن على موعد مع القدر المحتوم والتحرير الناجز حيث دحرت مليشيا الحوثي الكهنوتية بعد أن تسللت إلى عاصمة النضال الوطني وقبلة أحرار اليمن.
ليلة امتزجت فيها المشاعر الروحانية الرمضانية مع نشوة النصر وتطهير هذه البقعة الغالية من الأرض اليمنية من دنس المشروع الإمامي السلالي بعنصريته المقيتة وطائفيته القبيحة.
تحقق هذا النصر التاريخي على يد خير الرجال رموز المقاومة والفداء، وفي مقدمتهم ابن عدن المقاوم الأستاذ نايف صالح البكري محافظ عدن السابق وزير الشباب والرياضة حاليآ ومعه ثلة من المناضلين الأحرار الذين هبوا للدفاع عن المدينة والمشروع الوطني الجمهوري، ودحروا بعون الله مليشيات مدججة بالحقد والإجرام والخرافة.
فكان المقاومون الأبطال على مستوى الحدث وعلى قلب رجل واحد واجهوا بشكل شجاعة وإقدام الأخطار التي لم تكن محدقة بالمدينة فقط بل برمزيتها كعاصمة للنضال الوطني وثغر باسم وشامخ لليمن كله.
من عدن بدأ انكسار مسيرة الشيطان وتهاوي عنصريته وحقه الإلهي المزعوم في التسلط على رقاب الناس عبر خرافات لا أساس لها في الدين ولا وجود لها إلا في المشروع الإيراني التوسعي وأجندته القائمة على تصدير الطائفية والتقسيم الطبقي واستعباد البشر وتخريب الأوطان.
من عدن انطلق موكب التحرير الذي بدأ من شواطئ عاصمة النضال ولن يتوقف إلا برفع راية الجمهورية في جبال مران في صعدة، طال الزمان أو قصر، فهي راية ستبقى خافقة في مدى الأيام حيكت من نضالات اليمنيين وارتوت من دمائهم، لتكون عنوانا ورمزا للدولة الوطنية التي تكفل حقوق وحريات كافة أبنائها في ربوع البلاد.