وصف سياسيون وقادة حزبيون، تعاطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع استمرار اختطاف قحطان وإخفائه للعام التاسع من قبل مليشيا الحوثي بـ"المريب"، مشيرين إلى تراخٍ دولي مع الجماعة الإرهابية وعدم ممارسة دور فاعل لإنفاذ قرار مجلس الأمن 2216، أو على الأقل ما يتعلق فيه بحرية قحطان.
وأكدوا في تصريحات لـ"الصحوة نت"، أن مليشيا الحوثي لا تؤمن بحقوق الإنسان والعدالة والمساواة والمواطنة، وإصرارها على إخفاء قحطان وعدم كشف مصيره، يكشف حقيقة العصابة الانقلابية وممارساتها المشابه لنهج الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
دور أممي ودولي مريب
يقول الأستاذ عبدالحافظ الفقيه رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة تعز، إن المجتمع الدولي عاجز للعام التاسع عن إطلاق سراح المناضل قحطان، معيدا ذلك إلى "ضعف وعدم جدية المجتمع الدولي من جهة، وقصور مكتب المبعوث الدولي"، في هذا الجانب.
وأكد الفقيه في تصريح للصحوة نت، أن الضعف الدولي وقصور مكتب المبعوث "شجع الحوثي على التعنت"، إزاء ملف قحطان. مشيرا، إلى تعامل قيادة مليشيات الحوثي بنفس طائفي مقيت وحاقد" مع هذا الملف، و"عدم قيام المجتمع الدولي بالضغط القوي على المليشيا بتنفيذ قراراته، ومنها القرار 2216".
من جهته اعتبر الأستاذ أحمد المقرمي رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في تعز، أن "عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن الإخفاء القسري للأستاذ قحطان، يأتي في إطار سلسلة مواقف مريبة تجاه جماعة عسكرية متمردة نفذت انقلابا عسكريا على نظام شرعي جاء عبر الدستور والديمقراطية".
وقال إن حالة العجز الدولي والمواقف المريبة أممياً "محبطة للشعوب والحكومات التي تعقد آمالا على المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة".
وأوضح أن من هذه المواقف المحبطة الدور السلبي إزاء الإخفاء القسري للمناضل قحطان "عدم الضغط لإطلاق سراحه"، وكذا "المتراخية في تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالانقلاب الحوثي" بشكل عام وما يتعلق فيها بقحطان وإنهاء اختطافه.
وترى الناشطة السياسية "أمة الرحمن عارف"، أن "مسألة العجز الأممي، هي تأتي في إطار الاستثمار في جماعة الحوثي، والرفع من رصيدهم، وتقديمهم كطرف يمتلك أوراق قوة يستطيع أن يفرض شروطه".
وقالت لـ"الصحوة نت"، إن هذا العجز "ينسجم مع إرادة المجتمع الدولي، الذي يتعامل مع الحوثي باعتباره ورقة ضغط، يحققون من خلاله أهدافا كبرى خفية، لدول مثل أمريكا وبريطانيا، كما أنه عجز يثبت أيضا عدم الجدوى من وجود منظمة، في تاريخها لم تصنع ما يستحق الإشادة والشكر للأسف".
ضغط الشرعية
وأكد رئيس إصلاح تعز، أن قرار وفد الحكومة عدم عقد أي لقاءات أو مفاوضات مع المليشيا الحوثي بشأن المختطفين والأسرى إلا بعد كشف مصير قحطان وزيارته "سيثمر إذا رافقه نشاط إعلامي وموقف سياسي"، قوي.
فيما يشير الأستاذ المقرمي إلى تعاطي وفد الشرعية الإيجابي مع هذا الملف الإنساني وسلوكه عدة مسالك إنسانية بهدف إطلاق جميع المختطفين والأسرى، ومن ضمنهم "إطلاق الهامة الوطنية الأستاذ محمد قحطان، ومما كان مطروحا في جولة سابقة إطلاق الكل مقابل الكل؛ لكن كل المسالك اصطدمت بتعنت جماعة الحوثي، ورخاوة دور المبعوث الأممي".
ويرى رئيس سياسية إصلاح تعز أن إعلان وفد الشرعية المفاوض عدم عقد أي لقاء إلا بعد الكشف عن الأستاذ محمد قحطان تعبير صريح "عن موقف، وهو كذلك قرار يمثل ضغطا على الحوثيين، وفي الوقت نفسه يمثل اعتراضا للموقف الرخو لدور مكتب المبعوث الأممي، وعسى أن يعطي الثمرة المرجوة".
وتقول الناشطة أمة الرحمن عارف، إن "مشكلة قحطان كانت دائما سياسية، ولوحظ منذ بداية الضغط الشعبي، والموقف المغاير للوفد المفاوض؛ خضوع الحوثيين، وتغير في خطابهم".
وأضافت عارف، أن "الضغط سيثمر حتى ولو بعد حين، وسيضطر الحوثي تحت الحاجة لانتزاع موقف أو الحاجة للتكسب، للاستجابة بطريقة أو بأخرى، المهم أن يتوازى الضغط مع عمل سياسي وازن يحشر المليشيات، ويفضح زيفهم ونفاقهم، وكيف أنهم يستخدمون حياة إنسان وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية".
جماعة بلا قيم أو مبادئ
يشير الأستاذ الفقيه إلى أن "المليشيات تعيش خارج قانون الحياة وقانون الإنسانية، ولا تؤمن بحقوق الإنسان والعدل والمساواة والحرية والكرامة لغيرهم".
ويستشهد الفقيه على ذلك باستمرارهم في اختطاف قحطان وإخفائه قسرا "إلى حد المنع التام عن زيارته، أو إعطاء أي معلومة عنه"، مؤكدا أن "هناك آلاف المختطفين لدى جماعة الحوثي لم يستطع أهلهم زيارتهم أو إطلاق سراحهم".
ويؤكد المقرمي ما ذهب إليه الفقيه، مشيرا إلى "تعاطي الناس إزاء مثل هذه القضية من باب المُثل والمبادئ الدينية، أو القيم القانونية، أو الأخلاق الإنسانية المشتركة، أو حقوق المواطنة، أو الشهامة القبلية".
واستدرك "لكن جماعة الحوثي تقدم نفسها داخليا وخارجيا أنها تفتقر تماما لكل هذه القواعد والمبادئ التي ذكرت، وأنها تنافس في صلفها وعنجهيتها الكيان (الصهيوني) اللقيط في الأرض المحتلة".
وتعتقد الناشطة السياسية أمة الرحمن عارف أن موقف المليشيا إزاء قحطان "يعيد التأكيد على حقيقة الجماعة، بعيدا عن الدعاية والتلميع والاستقطاب والمكايدة".
وتضيف عارف: هي "جريمة تؤكد بوضوح تعريف الجماعة -بدون جهد أو عناء- باعتبارها عصابة لا يحركها مبادئ، ولا تردعها القيم ولا توقفها الأعراف، وتقف على النقيض تماما من الأنظمة والقوانين الدولية الناظمة، فخطف إنسان وإخفاءه بهذا الشكل الدنيء جريمة لا تغتفر".
وأكدت أن استخدام معاناة قحطان "كورقة ضغط وابتزاز جريمة أخرى أكبر لا يوازيها أي جريمة في العالم، ولو لم تفعل وترتكب جرائم كهذه لما كانت الحوثية، بكل ما تعنيها اللفظة من قبح وإرهاب"، مشيرة إلى أن "الفرق هنا أنها وحشية ممولة ومدعومة ومسكوت عنها"، مقارنة بتنظيمات إرهابية أخرى.