تآكَلَ التواطؤُ ، أو تذبذب، و تَحجّم الدعم ، أو تعلّق ، و غَفا المبعوث ، و تهدمت نَوْبة الغازي ، و انكشف للقاصي و الداني سوء طبعه ، و سقوط خلقه ، فتقمص لباس الرهبان ، و امتثل لفتح باب تمترس خلفه تسع سنوات ، و زرع حوله و أمامه شبكة ألغام و متفجرات ؛ يرجو معه العابرون أن يكون قد نظّف الطريق منها ، و أتم نزعها ، و عادت آمنة للسالكين.
فترة الأيام التي تطلّبت تهيئة الطريق الذي لم يملأه الغازي بالألغام و المتفجرات و الحواجز فحسب ، و إنما امتلأ ايضا بالنباتات ، و الأشجار و لكن ، لتقول للمخرب إن كنت تريد أن تزرع شيئا ؛ فازرع وردا ، و استنبت أزهارا ، لا ألغاما.
فترة أيامِ تطهيرِ الطريق ، وهي تسعة أيام ، كانت أيام تَلهّف عند البســــــطاء ، بينما كان لُؤْمُ مَن تمترس خلف الذباب الألكتروني سيئا ؛ فقد نفش لأسراب الذباب - تلك - الكثير من الدولارات المدنسة ؛ لتقوم بسب البُرَأٓء،أو شتم أهل التضحية و الفداء ، و تشويه الحقائق بغرض النيل من هذا ، أو الطعن في ذاك ، و للبلبلة و تصفية حسابات احتقنت بها النفسية المريضة ، و صوّر للناس - لأمر في نفس امرأة العزيز - أن الأيام التسع في تهيئة الطريق أطول من السنين التسع العجاف التي أغلقت فيها مليشيا الحوثي الطريق ..!!
قسم آخر من الناس ، وجد نفســــه يخوض مع الخائضين ، و المؤلم أنه فقد ذاكرته تماما ، و نسي الحصــــار ، و القنص ، و القتل ، و الألغام ، و الغزو ، و الدمار ، و ... و هرول خلف ما يقوم بنشره ذباب المليشيا من دسائس ، أو ما يبثه من سموم مُمَوّلَة فريق ذوي العاهات.
و للأوفياء :
و للأوفيــــــــاء لدينـــــــهم و وطنهم .. و للأوفياء للثـــــورة و الجمهورية ، و للأوفياء لتعز ؛ يجب عليهم جميعا أن يتنبهوا، أن مليشيا الحوثي لم تظهر هذا الســـلوك غير المعهود منها إلا و هي تبيت لمكر مخفي، و كيد متربص.
هذا الكيد يستهدف مأرب،كما يستهدف تعز،أو شبوة، بل اليمن بأسره.
معروف أن جماعة الحوثي لا تزال تحشد مليشياتها حول تعز ، و يعلم الجميع أن عينها على المدخل الجنوبي الغربي للمدينة ، منفذ الضباب ؛ للسيطرة عليه ؛ لتكمل حصار المدينة ، حتى لا يكون هناك طريق يؤدي إلى مدينة تعز إلا من جهة هي من تسيطر عليها.
قد يقول قائل هذا تشاؤم ! أرجو أن يكون كذلك ، و لكن مع هذا يجب على الأوفياء - و كل أحــــرار تعز ، و أحـــرار اليمن أوفياء - عليهم أن يأخذوا الحذر ، كل الحذر ، فاليمن أمام فئة لم تصدق في عهد ، أو وعد ، أواتفاق ، و من لا يتذكر ، فعليه أن يتذكر 21 من شهر سبتمبر 2014م. و الرابع من شهر ديسمبر 2017م.