قال مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي الأستاذ عبدالرزاق الهجري – عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، "إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ليست ثورة فحسب؛ وإنما هي ميلاد شعب وأمة للتخلص من النظام الكهنوتي الرجعي المتخلف".
وأضاف الهجري في مقابلة مع قناة الحدث مساء اليوم السبت وتابعها محرر الصحوة نت، "أن ما تقوم به مليشيا الحوثي اليوم هي ردة فعل متهورة ومجنونة تجاه من يحتفلون بذكرى 26 سبتمبر المجيدة، وتؤكد أنها نسخة جديدة من الحكم الإمامي".
وأشار الهجري إلى أن اختطاف عدد من مشايخ القبائل والناشطين، دليل على الخوف الشديد لدى الجماعة لأنها بالغت في إهانة الشعب اليمني وبالغت في أذية اليمنيين، وبالغت أيضا في إهانة ما يعتبرها اليمنيون لديهم شبه مقدس وهو وطنهم وكرامتهم وثورتهم.
وذكر الهجري أن ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية من جرائم تكشف مجدداً عن وجهها القبيح، سيما ممن انخدعوا بها وانساقوا وراء حديثها بأنها جاءت من أجل قضية الجرعة فقط.
وأكد الهجري أن مليشيا الحوثي جاءت لتقضي على هوية الشعب وتراثه وتاريخه وحضارته وثورته، واليوم تختطف الناس إلى البيوت لمجرد أن يكتبوا في وسائل التواصل الاجتماعي حول الثورة السبتمبرية.
استهداف الحوثي لحلفائه
وفي رده على سؤال الاستهداف الحوثي اليوم لقيادات مؤتمرية وقبلية كانت حليفة له، قال عبدالرزاق الهجري "إن الحوثي هو لم يسقط الدولة إلا باستغلال الخلاف بين الأحزاب لاسيما بعد 2011 فكان يوهم الأحزاب أنه لا يريد إلا الحزب الفلاني، وكذا القبائل لا يريد الا القبيلة الفلانية، وكذا العسكريين، ثم يتفرغ لكل واحد على حداه ثم يقضي عليه.
وأضاف الهجري "أن الأخوة في المؤتمر الشعبي ظنوا في مرحلة ما أنه ممكن أن يتحالفوا مع الحوثي لربما لغرض أو الآخر لكن في النهاية انقض الحوثي على الحزب وقتل زعيمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واليوم ينكل بمن تبقى من حلفائه".
وتابع الهجري "أن هذه اليوم هي رسالة لكل من يفكر أن هذه الجماعة ممكن أن تتحالف مع أحد،" هذه الجماعة لا ترى إلا نفسها جماعة سلالية، وترى أنها السادة والبقية عبيد".
ونوه في مقابلته إلى التغيرات التي أعلنت عنها مليشيا الحوثي، مؤكداً أنها كلها تنتمي إلى سلالة واحدة، وكذا مجلس القضاء الأعلى والترتيبات في القضاء كلهم ينتمون إلى نفس السلالة.
وأوضح الهجري أن مليشيا الحوثي لم تعد تتحمل أي طرف آخر، ولن يقبلوا بأي شريك، لا يريدون إلا أن يكونوا سادة على الشعب وهكذا أجدادهم الذين حكموا قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
واستعرض الهجري جانباً مما حدث منذ 2014 إلى اليوم، حيث قضت مليشيا الحوثي على الأحزاب السياسية ، والقبائل وهاجموا المرأة والطفل، والطوائف "اليهودية والبهائية" وغيرهم من المكونات اليمنية.
استغلال حرب غزة ووعي الشعب
وفي حديثه عن الوعي اليمني حول خطر هذه الجماعة، قال الهجري " أستطيع أن أؤكد لكم وللمشاهد أن نسبة الوعي بما تقوم به جماعة الحوثي مرتفع جدا، ونسبة الرفض في صفوف المجتمع اليمني كبيرة جدا لما تقوم به المليشيا، مضيفاً: "هي تستخدم فقط القمع والإرهاب والقوة ضد من يتحدث والدليل أن هناك أصوات اليوم بدأت ترتفع في وجه المليشيا من داخل مناطق سيطرتها.
وأضاف الهجري "أن مليشيا الحوثي حاولت أن تركب بعض الموجات مثل موجة غزة لتغطي على فشلها وعلى إجرامها بحق الشعب اليمني".
وحول استغلال حرب غزة قال الهجري "الشعب اليمني يدرك تماما أنه لا يمكن أن يصدق أن من يقتل أبناء بلده يمكن أن ينصر أبناء الشعب الفلسطيني ولا يمكن لمن ينتهي كرامة اليمنيين أن يقف مع كرامة الفلسطينيين".
وذكر الهجري أن الشعب اليمني أكثر وعي وهم يدركون ذلك، وأنهم أكثر اصراراً على عودة الدولة وعلى استعادة دولتهم وسيكون ذلك قريباً، لأن الناس وصلوا إلى مرحلة من السوء لم يسبق لهم في تاريخ اليمن.
وكشف الهجري أن مليشيا الحوثي أعادت اليمنيين إلى الوراء لأيام الفقر والجهل والمرض، مضيفاً "كنا ندرس في المناهج الدراسية عن حكم الإمامة ونحن لا نعلم أنهم حكموا بالفقر والجهل والمرض، واليوم يعيش اليمنيون ذلك واقعاً عملياً".
دور القوى السياسية
وحول دور القوى السياسية والمجتمعية في المعركة الوطنية، قال الأستاذ عبدالرزاق الهجري "إن الحوثي ليس قوي بإمكانياته وإنما ربما في ضعف وتفرق الشرعية والقوى المناهضة له".
وأضاف الهجري "نعمل على دفع مجلس القيادة لتوحيد الرؤى وتمثيل قوة حية على الأرض - عسكرية ومدنية -".
وتابع "اليوم نحن في القوى السياسية متجهين خلال الأيام القادمة لإشهار تكتل وطني عريض يجمع كل الأحزاب السياسية بما فيها الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي والناصري والمقاومة الوطنية - والأخوة في المجلس الانتقالي كانوا معنا في بداية المشوار وإن شاء الله تعالى يواصلوا-، بالإضافة الى الحراك الجنوبي والمكونات الحضرمية".
وأكد الهجري أن هذه القوى اليوم كلها تحاول دعم استعادة الدولة وإعادة الزخم من جديد للشرعية، وأيضا إعطاء رسالة لرفع معنوية الناس في مناطق سيطرة الحوثي.
وشدد الهجري على ضرورة إعطاء نموذج جاذب في مناطق سيطرة الشرعية، للتأكيد على أن هناك أداء أفضل وفارق بين الشرعية وبين الحوثيين الذين قضوا على الحياة السياسية والأحزاب وأغلقوا كل القنوات".