رجال بقدر الوجع والرجاء

رجال بقدر الوجع والرجاء

كلامنا أقل من المعركة، وكوابيسنا أكبر من المصرح به، ما زلنا نغمغم ونتحدث بصوت خفيض، في حين نقبع في الرعب والانكشاف، تدوي في رؤوسنا القذائف ويخترق الرصاص صدورنا المثقلة بالبكاء والغضب المكبوت، فلا نقوى حتى على الصراخ، تثقلنا الهزائم والانتكاسات، تفزعنا المسارات المرعبة، وتخنقنا الضرورات، ومفروض علينا التجمل والتحمل بأكثر مما نطيق.

ما أكثرها الاعتبارات التي تضعنا خارج الاعتبار، يقال، هذا ما لديكم، الوضع صعب، ولا خيارات أخرى ممكنة، الظروف تقتضي، والوضع يستوجب، لكأن الشرعية هي ما تبقى لنا من قلة الحيلة، وليس علينا سوى حملها على ما هي عليه من اعتلال وهزال بلا تعويل ولا تبرم أو اعتراض.

الأحداث والتحديات الكبرى تستدعي رجالا بقدر المسؤولية، تتطلب العظمة والجرأة والشجاعة وجسارة الموقف والقوة في الفعل والقول، التاريخ سرديات تمجد البطولات والأبطال الذين صنعوا تحولات فارقة في حياة شعوبهم وأوطانهم وشكلوا حالة إلهام إنسانية متجاوزة وغدوا رموز يقظة ونضال وجزءا من الوعي والروح والذاكرة.

نحن في أكثر المراحل خطورة والتحديات تتطلب مسؤولين كبارا نكبر بهم ونجدهم على الدوام بقدر الوطن وقضاياه.

في وسع كل وزير أو مسؤول اختيار البقاء المشرف أو الانسحاب الأكثر شرفا في حال انعدمت إمكانيات الفعل وتلاشت فرص إحداث أي تغيير يخدم الناس والمقاومة ويعزز صمودها واستمرارها.

في مقدور الجميع رفض الوجود الشكلي والعمل من أجل تمثيل المشروعية بصورة تمنحها حقيقتها وتثبت اليقين العام بها في هذه المرحلة الجحيمية القاسية وبما يكرس لدى الناس الثقة والأمل ويمدهم بالقوة والعزم اللازم للاستمرار في المواجهة.

نحتاج مسؤولين بحجم المرحلة، وبقدر أثقالها وتحدياتها وبمستوى وجع اليمنيين ورجاءاتهم.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى