ندد اليمنيون، قيادة وشعبًا وأحزابًا سياسية، بالاعتداء الإرهابي الغادر والجبان بحق ضباط في قوات تحالف دعم الشرعية في حضرموت من قبل مجند مندس، مما أسفر عن استشهاد ضابطَين سعوديين وإصابة آخر.
وأطلق اليمنيون حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها آلاف النشطاء والصحفيين والساسة والمسؤولين في البلاد، والذين عبروا من خلالها عن رفضهم القاطع لجريمة الغدر النكراء التي طالت الضباط السعوديين.
وأكد المشاركون في الحملة بأن مثل هذه الأعمال الإرهابية لا تمت للأخلاق والقيم اليمنية الأصيلة بأية صلة، معتبرين بأن هذا العمل الإرهابي هو محاولة لخلخلة العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين اليمن والسعودية.
- عمل إرهابي غادر وجبان
وزير الإعلام معمر الإرياني ندد بالعمل الإرهابي الغادر والجبان، الذي أسفر عن إستشهاد اثنين وإصابة آخر من ابطال قوات الدعم والإسناد في القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، بمدينة سيئون محافظة حضرموت.
وأكد الإرياني بأن هذا العمل الإجرامي لا يمثل الشعب اليمني ولا يعبر عن مواقفه وما يحمله من مشاعر الود والامتنان لأهله وأشقائه في المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أنه محاولة بائسة لخلط الأوراق، وشق الصف، وزعزعة يقيننا بقداسة المعركة التي نخوضها.
وثمن الإرياني المواقف الاخوية الصادقة والتضحيات الجسيمة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا بأن هذه المواقف التاريخية المشرفة والدماء الطاهرة التي امتزجت في معركة الإخاء والجوار والمصير المشترك لن تُنسى.
بدوره، قال وزير الأوقاف والإرشاد، الدكتور محمد شبيبة، جريمة اغتيال ضابطين سعوديين وإصابة ثالث في سيئون بحضرموت جريمة مدانة وفعل همجي غادر لا يعبر عن قيم وأصالة الشعب اليمني الذي يكنّ لأشقائه السعوديين كل الحب والتقدير ولا يمثل أبطال القوات المسلحة اليمنية الشرفاء.
وأضاف شبيبة بأن هذه الجريمة محل استياء واسع في كل ربوع اليمن، خلافًا للمليشيا الحوثية الإيرانية الإرهابية التي احتفت بهذه الجريمة كعادتها ومن دار في فلكها.
وأشار إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية وقفوا مع إخوانهم اليمنيين وساندوا شرعيتهم وقدموا تضحيات كبيرة وما زالوا يقفون لمساندة الشعب اليمني في أزمته الراهنة وفي مختلف الجوانب.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني "ندين وبشدة الجريمة الغادرة والبشعة، التي طالت ضباطاً من الأشقاء في المملكة العربية السعودية بمدينة سيئون في محافظة حضرموت، والتي أدت إلى استشهاد ضابطين واصابة ثالث".
ودعا العديني الجهات المختصة إلى سرعة القبض على المجرم وإحالته لمحاكمة عاجلة، مقدماً التعازي إلى أهالي وأقارب الشهداء والأشقاء في المملكة قيادة وشعباً في ضحايا هذا الاعتداء الغادر".
من جانبه، نعى رئيس هيئة الأركان العامة الدكتور صغير بن عزيز، رئاسة الأركان السعودية وقيادة التحالف العربي، في استشهاد ضباط التحالف في الحادثة الأليمة، قائلاّ: "باسمي ونيابة عن جميع منتسبي القوات المسلحة اليمنية نعبر لكم عن صادق التعازي وعظيم المواساة في استشهاد ضابطين من منتسبي قوات الواجب في جريمة اعتداء غادرة في سيئون".
وأكد صغير بن عزيز بأن هذا الاعتداء الآثم يرفضه ويدينه كل قادة ومنتسبي قواتنا المسلحة الذين يحتفظون بالتقدير والوفاء الدائم لإخوانهم في قوات التحالف العربي والقوات السعودية الشقيقة وتضحياتهم الجليلة إلى جانب قواتنا المسلحة في معركة الدفاع العروبي المشترك والمصير الواحد.
وأشار إلى أن هيئة الأركان مستمرة في متابعة التحقيق وبالتنسيق مع قيادة القوات المشتركة للوقوف على ملابسات ودوافع الجريمة النكراء، وأن الجهات المعنية تقوم بواجباتها في البحث عن منفذها لتقديمه للعدالة لينال الجزاء ومحاسبة كل من يثبت تورطه في الاعتداء الجبان.
- معركة إخاء وجوار:
عبَّر وزير الأوقاف السابق، القاضي أحمد عطية، عن إدانته واستنكاره للجريمة الغادرة التي استهدفت أشقاء أبطال شاركوا اليمنيين في الدفاع عن اليمن والتصدي للمشروع الإيراني الإرهابي.
وتحدث القاضي عطية عن أواصر علاقة الجوار والأخوة المتينة التي تربط بين اليمن والسعودية، قائلا: "نشترك مع السعوديين في النسب والرحم والجوار والمصير المشترك واللغة والدين، في حين أننا نختلف مع إيران في كل هذه الجوانب".
وأضاف عطية بأننا كشعب يمني لم نجنِ ِمن المملكة العربية السعودية إلا كل خير، ومن الشواهد ملف المغتربين اليمنيين في السعودية والذين يبلغون قرابة ثلاثة مليون، وكذلك وقوف السعودية، سياسياّ وعسكريا وإغاثيا، إلى جانب اليمن منذ بدء الحرب وحتى اليوم.
بدوره، قال الناشط السعودي، سعد العُمري، إن استهداف الغدر والخيانة الذي حدث في المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون ونتج عنه سقوط شهداء وجرحى من القوات السعودية، هو عمل إرهابي ومدان لايمثل أخلاق وعروبة الشعب اليمني الشقيق.
وأضاف العمري "السعودية قدمت دماء رجالها وقياداتها في ميادين الشرف والعزة والقتال، وضحت بالغالي والنفيس من أجل نصرة الشعب اليمني الشقيق والوقوف بجانبه حتى يستعيد أمنه واستقراره".
وأكد بأن السعودية قيادة وشعباّ ستظل داعمة لليمن وقضيته الوطنية حتى يستعيد أمنه واستقراره، وأن الدماء السعودية التي نالت شرف الشهادة في أرض اليمن دفاعاً عن العقيدة والعروبة والتصدي لمشاريع إيران العبثية سيخلدها التاريخ في صفحاته البيضاء، وستظل بارزة في ذاكرة المجد والعزة والشجاعة.
- علاقات أخوية متينة:
هذا وقد لفت وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، إلى أن علاقة اليمن بالسعودية علاقة وثيقة ممتدة بحكم الدين والنسب والثقافة واللغة والجغرافيا، وهناك ما يربو على 2 مليون يمني يعملون في المملكة، معززين مكرمين وتحويلاتهم المالية لأهاليهم تسهم كثيرا في التخفيف من آثار الدمار الذي أحدثته عصابة الحوثي الإيرانية.
وأوضح المجيدي بأنه في الوقت الذي أرسلت فيه إيران أطنان من المتفجرات وزرعت مليشياتها الملايين من الألغام في اليمن، دعمت السعودية الشعب اليمني اقتصادياً وتنموياّ، وبنت المدارس والجامعات والمستشفيات والطرقات، واستقبلت ملايين اليمنيين للعمل في أرضها ليكفلوا ملايين الأسر.
أما الصحفي هائل البكالي، فقد ذكر بأن السعودية لطالما كانت داعما حقيقيا للشعب اليمني في كافة المحن والتحديات، وتضحيات أبنائها على أرض اليمن ستظل محفورة في ذاكرة كل يمني حر وشريف، مؤكدًا بأن استهداف الضباط السعوديين في سيئون محاولة بائسة لتفتيت اللُحمة بين اليمن والسعودية.
وقال البكالي إن الدعم السعودي لليمن ليس مجرد مساعدات عابرة، بل هو استثمار طويل الأمد في استقرار المنطقة، فكل مشروع تعليمي أو صحي أو تنموي هو خطوة نحو غدٍ أكثر إشراقاً نخطوها معًا من أجل تحقيق تطلعات الشعبين.
واعتبر أن الدماء الطاهرة التي سالت على أرض اليمن من أشقائنا السعوديين هي خير دليل على الروابط العميقة بين البلدين وجريمة استهداف الضباط في سيئون عمل إجرامي مدان لا يعبر عن قيمنا الأصيلة ولا عن مواقف الشعب اليمني.
من جانبه قال الصحفي عبدالله المنيفي إن ما يجمع اليمن والمملكة أخوة صادقة، حدود مشتركة، تاريخ واحد، مصير واحد، وقد فشل الأعداء التفرقة بين اليمن والسعودية، وسيفشل كل من يحاول زرع الفتنة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف المنيفي بأن العلاقات اليمنية السعودية صلبة تأصلت بدماء الشهداء وبمواقف نبيلة متواصلة، وهي روابط لا تهتز بتصرفات فردية مدفوعة بأجندات دخيلة.
مشيرًا إلى أن الشعب اليمني يستنكر جريمة الاعتداء على ضباط سعوديين في سيئون ويعتبرها جريمة خيانة تستوجب محاسبة فورية ووقفة حازمة ضد من يحاول شق الصف.
- محاولات توظيف الحادثة:
قال الأكاديمي والباحث اليمني، الدكتور عمر ردمان، إن الجريمة الغادرة بحق جنود القوة السعودية في سيئون أدانتها المكونات الوطنية؛ ما يكشف عن حالة الإجماع الوطني الرافض للإجرام والغدر، والمُثمّن لدور الأشقاء في التحالف وتواجدهم الداعم للشرعية.
وأشار الدكتور "ردمان" إلى أن هنالك محاولات توظيف انتهازي ورخيص لهذا العمل الإرهابي الغادر، معتبراً أن هذه المحاولات في توظيف واستغلال الحادثة هي ضحالة أخلاقية وسياسية؛ ووجهاً آخراً للجريمة وبشاعتها.
بدوره ندد المحلل العسكري "علي الذهب" بالعمل الإرهابي الغادر، وقال في تغريدته على منصة إكس إن استهداف ضباط سعوديين في قيادة التحالف العربي بحضرموت، جريمة مدانة، ولا تعبر عن موقف بطولي كما يحاول بعض المعتوهين تكييفها.
ونوَّه علي الذهب إلى أنه ينبغي على الجانبين، السعودي واليمني، تفويت الفرصة على المغرضين الذين يحاولون استغلال هذه الجريمة الإرهابية لضرب الثقة بين الجانبين، لاسيما قوات الجيش اليمني هناك.