كم هي الدول العربية و الإسلامية بحاجة إلى أن تتزود بإرادة الفلسطينيين، بصبرهم، بتضحياتهم، بمبدئيتهم، بثباتهم، برجولتهم.
لقد ترجموا هذه المرتكزات بجدارة، و أثبتوا، أن هذه الصفات و المواصفات ليست مجرد شعارات، و كلمات يلوكها ـ البعض ـ للاستعراض أيام السلم، و الراحة، و الاستقرار، و الأمان؛ فإذا جاءت هزة، تخلى أولئك البعض عنها، و لكنهم جعلوها صفات، و مواصفــات، و مواقف برزت بكل وضــــوح عند الشــــدائد ، و تألقت بكبرياء في المحن، و أبت أن تنحني للظروف الصعبة، تلك الظروف التي يستغلها المتربصون، فيكيد فيها الكائدون، و يمكر فيها الماكرون، و هي ظروف يبرزون فيها مزايداتهم، و ابتزازهم، رجاء أن تجد من المخدوعين من يتلقفها، و تُسَخِّر في ذلك المتربصين، لنشرها، حيث يجلبون هؤلاء عند هذه الظروف؛ لتمرير أغراضهم مستغلين تلك الظروف الصعبة.
لقد صرحت سلطة محمود عباس بكل وسيلة للنيل من جهاد الفلسطينيين، و مقاومتهم؛ و التحريض ضد المقاومة، جنبا إلى جنب مع جرائم الكيان اللقيط، و يسنندها في ذلك قوى خارجية ماكرة.
واجهت المقاومة الفلسطينية كل حلف الناتو،و ليس الكيان اللقيط وحده.. من ينكر ذلك ؟؟
لكن.. كل ذلك تحطم أمام مواصفات رجال الصبر، و الثبات، و المبدأ، الذي لا يتحول،و لم تستطع كل تلك المخططات أن تكسر إرادتهم،بفضل الله،و لوعيهم السياسي العميق الذي لم يستجب لمرامي المخططات المشبوهة.
على عكس نفسيات السذج الذين يرفعون شعار: من تزوج امنا كان عمنا !
تباكى الحوثي سنة2014 على ألف ريال في زيادة سعر المحروقات، و هرول البسطاء، و السذج، و المخدوعين مصفقين، يقود سذاجتهم مطابخ خلفية، و غرف ظلامية، و متربصون متأٓمرون، فكانت النتيجة إسقاط مؤسسات الدولة، و بدلا من استعادة الألف الريال ذهبت عشرات الآلاف، و ذهبت البلاد، و رغم كل ما جرى و يجري، لاتزال سذاجة البعض و سطحية الوعي تفضل التستر على جرائم الحوثي و انقلابه، ليحمل آخرين كل الأسباب، رغم التصفيات الجسدية التي نفذها الحوثي ليس ضد شخصيات و زعامات فحسب،و لكن بحق الشعب و الوطن ككل.
المبدأ الحق لا يتقمص قوة الفولاذ أيام الراحة و السلم، ثم يتحول عند شدة الظروف إلى عجينة رخوة ، يعبث به العابثون، و يشكلونها بحسب مآربهم.
هذه السطور لا تعمم، فهناك رجال صادقون، ثابتون، في مواقع التضحيات، و المواجهات، عَضّوا على مبادئهم بالنواجذ، فرابطوا في الجبهات في كل الظروف الصعبة، و عند كل المحن و الشدائد، و لايزالون يؤدون الواجب، في ثبات لا يتزعزع، و صبر لا يلين، لا يؤثر فيهم مكر الماكرين، و لا تحريض الحاقدين، و لا مخططات المشبوهين، و لا إغراءات المرتهنين.
فلله در رجال الطوفان في كل فلسطين، الذين ما برحوا يقدمون الزاد المعنوي، و العملي( لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا).