مدارس وجامعات إب.. من صروح علمية إلى أوكار للتعبئة الطائفية والتجنيد

مدارس وجامعات إب.. من صروح علمية إلى أوكار للتعبئة الطائفية والتجنيد

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تدمير العملية التعليمية في مناطق سيطرتها عبر عدة وسائل بطريقة ممنهجة، بدءاً من تغيير المناهج وتدمير المدارس ونهب رواتب المعلمين واستبدالهم وصولاً إلى إقامة دورات عسكرية في حرم الجامعة ومدارس المحافظة.

 

وفق مصادر محلية فإن مليشيا الحوثي كثفت بشكل غير مسبوق من إقامة ما يسمى "دورات ثقافية" في جامعات ومدارس محافظة إب لنشر سموها الطائفية في أوساط المجتمع الذي لا يعتنق أفكارها ومعتقداتها المذهبية ويرفضون ممارساتها الطائفية والمذهبية.

 

واستغلت مليشيا الحوثي، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للترويج أن ما تقوم به بهدف مناصرة غزة.

 

وبحسب مصادر محلية فإن مليشيا الحوثي نفذت خلال الأسابيع والأشهر الماضية، عشرات ما يسمى "الدورات" لمشاركين أجبرتهم على الحضور من جميع مديريات المحافظة.

 

وأشارت المصادر إلى أن في الآونة الأخيرة نظمت "دورات" عسكرية مكثفة بهدف استقطاب مقاتلين وعناصر جديدة لصفوفها، بعد مزاعم تجنيدهم للقتال في البحر الأحمر ومناصرة المقاومة في فلسطين، وسط تحذيرات من تبعات تلك الدورات على مستقبل الأجيال والبلاد برمتها.

 

جامعة إب والجامعات الأهلية

ومنذ بداية العام الجاري، كثفت المليشيات من اقام "الدورات" وهو على عكس الفترة الماضية، حيث تجبر جميع طلاب وطالبات الجامعة للمشاركة في تلك "الدورات".

 

 وتلجأ المليشيات إلى تهديد الطلاب الرافضين المشاركة والحضور بحرمانه من الاختبارات والدرجات وحتى من شهادة التخرج.

 

وحولت مليشيا الحوثي جامعة اب والجامعة الأهلية بمدينة إب، إلى أماكن لإقامة مثل تلك الدورات، الأمر الذي أدى إلى تعطل العملية التعليمية منذ قرابة شهر.

 

تذكر مصادر في الجامعة لـ "الصحوة نت" أن أغلب أقسام وكليات الجامعة لم تدريس الطلاب أي مقرر بسبب انشغال القاعات الدراسية بإقامة "الدورات" الحوثية الكثيفة.

 

في رسائل وجَّهها ما يسمى الملتقى الطلابي، (كيان طلابي أنشأته مليشيا الحوثي في الجامعات) طالبت تلك الرسائل والتعاميم الطلاب والطالبات بالمشاركة في دورات ما تسميه بـ "طوفان الأقصى" منذ الثامنة صباحا، وأنهم سيتأكدون من الحضور تحت إشراف عمداء الكليات.

 

تحدث طلاب وطالبات في الجامعة انهم أجبروا على الحضور والاستماع الى "محاضرات" طائفية إضافة إلى خطابات مطولة لزعيم المليشيات وشقيقه المؤسس الهالك، مشيرين إلى أنها تستمر مدة أسبوع، من بينها تدريب على استخدام الأسلحة.

 

مصادر خاصة أكدت لـ "الصحوة نت" أن المليشيات نظمت عرضا عسكريا داخل الحرم الجامعي ضمن "دوراتها العسكرية" لطلاب الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية بالمحافظة.

 

ووفق المصادر فقد ألزمت المليشيات إدارات الجامعات الخاصة بدفع تكاليف الدورة لطلابها المشاركين في "الدورة" بمبلغ ما بين (300 إلى 900 ألف ريال) بعد أن كانت المليشيات أعلنت أن الدورة ممولة من قيادة المليشيات بالمحافظة.

 

 

مدارس إب

بذات الأساليب فرضت المليشيات "دورات" على طلاب المدارس زادت حدتها الأسابيع الماضية.

 

وذكرت مصادر تربوية في المحافظة أن مليشيا الحوثي تستخدم أسلوب التهديد بالدرجات والاختبارات لإجبار الطلاب على المشاركة وخصوصا طلاب الصف التاسع والثالث الثانوي، كما هددت الرافضين بالرسوب وحرمانهم من الاختبارات، ما جعل نسبة الحضور عالية.

وفي المدارس فرضت المليشيات "محاضرات" لمدة ساعتين بداية الدوام الدراسي بعد منع المعلمين من تدريس حصصهم، لتتحول المدارس إلى مراكز طائفية لغرس ثقافة العنف والكراهية في ظل استياء واسع في أوساط المجتمع وكذلك الوسط التربوي.

 

المعلمون هدف مسبق

قبل استهداف طلاب المدارس، سبقها خطة استهدفت المليشيات المعلمين في معظم المدارس.

 

مصادر تربوية أكدت لـ "الصحوة نت" أن المليشيات ألزمت معلمين وتربويين في المدارس الحكومية والأهلية، على حضور "الدورات".

 

المصادر أوضحت أن الميليشيا تجبر المعلمين الذين يتم اختيارهم وفق خطة مسبقة، على الحضور والمشاركة تحت مسمى ورش تدريبية تمولها منظمات تحت مسميات وعناوين مرتبط بالعميلة التعليمية.

 

ووفق المصادر فإن غالبية المعلمين الذين يتم استهدافهم بالدورات هم معلمو مواد "القرآن الكريم، التربية الإسلامية، الاجتماعيات، واللغة العربية"، وهي المواد التي أجرت عليها المليشيا تعديلات واسعة بما يتناسب مع أفكارها ومعتقداتها الطائفية، وتستمر لمدة أسبوع.

 

كما تجبر المليشيات الطلاب والمعلمين، كل أربعاء، للاستماع لمحاضرات مؤسس المليشيا الهالك، حسين الحوثي، وشقيقه عبدالملك، في إطار ما أسمته بـ "اليوم الثقافي".

 

قنابل موقوتة

يحذر، محمد، معلم في احدى المدارس من تبعات الدورات الفكرية والعسكرية التي تقيمها مليشيا الحوثي في مدارس المحافظة، وخطورتها على الأجيال القادمة.

 

وشدد في حديثه لـ الصحوة نت" على ضرورة التوعية المجتمعية خصوصا أوليا الأمور لأبنائهم وأهمية تحصين طلاب المدرس من غرس أفكار ومعتقدات طائفية فضلا عن نشر ثقافة السلاح ومنطق العنف والقوة في أوساط الفتية وصغار السن.

 

معلم آخر، خالد، أكد أن ما يجري من شحن وتعبئة حوثية، تصنع قنابل موقوتة ستتفجر يوما ما في أوساط المجتمع وترتد بتبعات كارثية على مستقبل الوطن.

 

وأشار خالد في حديثه لـ "الصحوة نـت" إلى أن ما تقوم به مليشيا الحوثي يتم في الوقت الذي تم القضاء على بقية المنابر والوسائل المحصنة للشباب من أفكار المليشيا، كالمساجد ووسائل الإعلام المختلفة، حتى يكون الجيل القادم فارغا من كل وسائل التحصين والعلم ومقاومة خرافة المليشيا وسمومها الطائفية.

 

المناهج والإذاعة المدرسية

في السنوات الأخيرة أجرت المليشيات تعديلات على المناهج الدراسية، لكن كثير من المعلمين لم يتعاملوا مع تلك التعديلات ما دفعها إلى عمل اختبارات نهائية للفصلين الأول والثاني للصفوف الدراسية من الرابع وحتى الثامن أساسي.

 

حيث يتم التركيز في الامتحانات على الدروس التي جرى إدراجها في المناهج الدراسية، الأمر الذي وسع دائرة التأثير في أوساط الطلاب وصغار السن.

 

كما وظفت المليشيات الإذاعة المدرسية لنشر أفكارها الطائفية وبث سمومها في أوساط الطلاب، حيث أعدت برامج مختلفة لتناولها في الإذاعات المدرسية وأنشأت فريقا متخصصا لمتابعة عملية التنفيذ عبر مندوب فرضته في المدارس يوثق ويشاركه عبر منصة "واتس آب".

 

في المقابل منعت أي إذاعات أو أنشطة مدرسية وطنية ومرتبطة بالمناسبات الوطنية كثورتي سبتمبر وأكتوبر، وحصرت الأنشطة على عشرات من مناسباتها المختلفة طيلة العام.

 

مستشفيات ومراكز صحية

إقامة "الدورات" الحوثية لم يقتصر على المحاضن التربوية، بل طالت مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية من بينها مستشفيات أهلية وحكومية واجبار الموظفين على المشاركة واستخدام أسلوب التهديد.

 

كما أجبرت المليشيات إدارات المستشفيات والمراكز الصحية بالمدينة على تمويل تلك "الدورات".

 

ما يعرف بـ"الدورات" الطائفية لمليشيا الحوثي يكشف مدى العمل المتواصل لاستقطاب مقاتلين للزج بهم في محارق الموت الحوثية التي تتهيأ لمواجهة القوات الحكومية في جبهات عدة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى