في ظل الأزمات التي يمر بها الوطن، حيث تتداخل المصالح السياسية الضيقة مع معاناة المواطن البسيط، يبرز رجال الدولة الحقيقيون الذين يتخذون مواقف تظهر وطنيتهم بوضوح. الشيخ سلطان العرادة، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ مأرب، هو أحد هؤلاء القادة الذين يثبتون أن الوطن يجب أن ينظر إليه من زاوية واحدة فقط المسؤولية الوطنية الكبرى.
في خطوة حاسمة تأتي في وقت حساس، أصدر الشيخ سلطان العرادة توجيهاته إلى مصافي صافر بزيادة إمدادات الوقود الخام إلى محطة الرئيس في عدن بشكل يومي، في مسعى لتغطية العجز الحاصل في الطاقة الكهربائية. القرار يقضي بإعادة تشغيل المحطة، مما يعني تخفيف معاناة أهل عدن الذين يواجهون أزمة كهرباء خانقة.
هذا القرار ليس مجرد إجراء إداري بسيط، بل هو رسالة واضحة تثبت أن المسؤولية الوطنية لا تعرف الحدود الجغرافية، وأن رجال الدولة الحقيقيين لا يفرقون بين شمال وجنوب، أو بين مدينة وأخرى. فالوطن واحد، والمسؤولية واحدة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها الشيخ العرادة مواقف من هذا النوع. فمنذ بداية الأزمة، كانت مأرب تحت قيادته بمثابة حصن منيع في وجه التحديات الداخلية والخارجية، ومصدر قوة.
لقد أثبت الشيخ العرادة أن المسؤولية الوطنية لا تقاس بالكلام، بل بالفعل. فالقائد الحقيقي هو الذي يتخذ القرار في اللحظة التي يحتاجها الوطن، ولا يختبئ وراء مبررات أو حسابات ضيقة.
قرار الشيخ العرادة ليس مجرد دعم لمحطة كهرباء، بل هو تأكيد على أن مأرب وعدن وكل المحافظات المحررة تقف معا في معركة واحدة معركة البقاء والحفاظ على الدولة. وانهاء الانقلاب الحوثي في الوقت الذي يحاول فيه البعض تعميق الانقسامات، تأتي مواقف الشيخ العرادة لتؤكد أن القضية الوطنية أكبر من أي خلافات، وأن الوطن لن ينهض إلا بتكاتف كل أبنائه المخلصين.
تحية تقدير لرجل الدولة
اليوم، يقف أبناء عدن أمام نموذج استثنائي لرجل دولة يعمل بصمت وإخلاص، بعيدا عن المزايدات والشعارات. الشيخ سلطان العرادة ليس فقط نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ مأرب، بل هو رمز للقيادة الوطنية التي تدرك أن الوطن لن ينهض إلا بجهود أبنائه الشرفاء من مختلف المناطق والمحافظات.
لهذا، يستحق الشيخ سلطان العرادة ألف تحية وشكر وتقدير
حفظه الله ورعاه، وجعله درعا لهذا الوطن في هذه المرحلة المصيرية.