يوم تحطم هُبل !

يوم تحطم هُبل !

  و فتحت مكة بعد تمنّع، و دان الملأ الذين ظلوا يمشون بين أهلها محرضين، و مهددين " أن امشوا واصبروا على آلهتكم " و تحطمت تلك الآلهة المُدّعاة، و تلاشت تيك الزعامات أو الملأ ممن تمنت ـ يوما ـ أن لو كان القرآن تنزل  "  على رجل من القريتين عظيم".

   إنه الكبر و الغرور، و معهما التناقض، حيث يقرون بإعجابهم بالقرآن، و لأنه لم ينزل على أحد منهم ، فقد جحدوا به !
    إنه ادعاء الأحقية لهم وحدهم، و لا حق لسواهم. و هم وحدهم من يقررون هذه الأحقية، و بلا حجة أو دليل.

   غير أن مستكبري الأمس، و مغروريهم، وقفوا عند تمني أن لو نزل القرآن على أحد عظيمين من عظمائهم ممن يسلِّمون لهم بسمو المنزلة، و المكانة ؛ لكن مغروري اليوم و مستكبريه تجاوزوا أسلافهم عتوا و نفورا ؛ فإذا هم يدّعون أن القرآن إنما نزل بشأنهم، و جاء حصريا بهم ، لبيان أفضليتهم و أحقيتهم ـ بزعمهم ـ و زادوا في زعمـهم  أن اللــــه  أنـزل قرآنــا مكتوبا ؛ و هناك ما هو أهم فيما يدعون ، و هو أن كل دَعِيٍّ منهم قرآنا ناطقا !!  تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

    مزاعم المعتوهين لا تصمد،  و لا تثبت، و لا تستمر ، فقد تخلى الملأ من قرش عن صلفهم و تعسفهم، و أذعنوا للحق المبين عندما رأوا آلهتهم تُحطّم يوم الفتح،و لا تنتصر حتى لنفسها.

   معتوهو قريش ، و ملؤها كانت جاهليتهم جاهلية بسيطة، فلم يكونوا مرتهنين لمن وراء مكـــــة ، و إنما كانوا مرتهنين لغرورهم ، و كبريائهم ، فكذبوا بالقــــــرآن من عنـد أنفســهم ، و حرضوا عليه " لاتسمعوا لهذا القــــــــرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون".
    و حتى ذلك الذي حاول ـ النضر بن الحارث ـ أن يأتي بأساطير ينشرها في أوساط الناس بمكة؛ ليجذبهم إليها بدلا عن القرآن، سقطت محاولته حتى عند القرشيين أنفسهم، فلم يلتفتوا إليها، لأن جاهليتهم بسيطة، و ليست جاهلية مركبة شأن جاهلية القناديل المُصَنّعة.

   معتوهو اليوم،جاهليتهم جاهلية مركبة، لم يظهروا أنهم ينكرون القرآن، أو يقولون بتحريفه،أو نقصانه كما يقول به من ارتهنوا لهم من ملالي قم ، بل زادوا عليهم بمصادرة حق فَهْم القرآن و تأويله و بيانه، و حصر ذلك كله  لمن زعموه القرآن الناطق.

   سقط مغرورو، و مستكبرو الأمس في مكة ، و تحرر أتباعهم من المستضعفين. و اليوم يترنح مستكبروه،و مغروروه، ممن لا يرون القرآن الكريم هدى للناس أجمعين؛ بل قد غدا قرآنا ناطقا يتمثل بكاهن معتوه يتألهه أتباعه ، و أنه هو القرآن ..!! 

   و كما سقط هُبل الأخرس، و تطهرت مكة، و سقط معه الملأ ؛ سيسقط هُبـل النــــاطق، و ستتهاوى القنــــــاديل المصنــعة ، و سيتحرر منها الزنابيل ، من المستضعفين ممن رضي و تابعوا مكرهين !

   نعم هاجر من مكة أهلها، و هاجر الرسول منها، و لكنه عليه السلام، خرج ليربي، و هاجر ليبني. و هناك في موقع آخر تمت التربية، و اكتمل البناء.

   إن المحنة مهما تكن؛ لا تحبط الأرقام الصحيحة، و الفتن مهما اضطربت فإنها تصهر القدرات، و تنفي الخبث، و حين يكتمل البناء، يأتي تحقيق الوعد: "لتدخلن المسجد الحرام".

   و كما تردد في أرجاء مكة المكرمة "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا". ستردد مساجد اليمن السعيد كلها، من أقصاها إلى أقصاها الآية نفسها، محطمة كل الأباطيل، و مزيلة كل الأصنام، و الصنمية.

      

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى